
اتكلمنا الحلقة اللى فاتت عن حواديت مشابهة لحدوتة سيدنا نوح فى حضارات مختلفة .. نقدر نعتبرها تحريف للرواية الاصلية .. واتكلمنا عن ان الطوفان العظيم مثبت علميا وهل الطوفان كان بيشمل العالم كله و لا منطقة الشرق الاوسط فقط .. وقبلها وقفنا لحد سيدنا لامك .. ابو سيدنا نوح ..
بدايتنا النهاردة مع ميلاد نوح .. لامك أخده مع اهله الموحدين وهاجروا لمكان بعيد عن ديار الشرك والمعاصى .. كانت شريعة ربنا زى ما وضحنا قبل كدا بتحرم أكل اللحوم كعقاب للبشر على انتشار المعاصى بينهم .. فنشأ نوح وجيله على كره الدم بشكل بشع .. مكانوش بيقدروا يشوفوا ذبيحة امامهم .. حتى مشهد الافتراس كان بيتعبهم نفسيا .. وكانوا عايشين على الزراعة .. الارض كانت كريمة جدا معاهم بأمر الله .. خيرها واسع وبيكفيهم ويكفى حيواناتهم اللى بيربوها علشان ألبانها وزيادة ..
كان نوح طفل رائع .. مطيع .. تقى .. بيحب ربنا .. وكان دائم الشكر .. بيشكره على كل حاجة انعم بيها عليه .. وكان لامك فرحان بيه جدا .. كانت اكتر حاجة خايف منها ان الناس اللى هاجروا معاه يتمردوا على حياتهم الجديدة الخالية من الرفاهيات الموجودة فى مصر والعراق .. علشان اوصلك الصورة فقارن فى دماغك بين مكانين .. بابل المدينة العظيمة اللى فيها مباني عملاقة و طرق ممهدة و متنزهات عامة واماكن ترفيهية واسوار عالية تحميهم من الغزاة و الحيوانات المفترسة والعواصف الباردة والحارة .. وبين المنطقة الجبلية اللى راحوها .. غالبا جنوب شرق تركيا.. منطقة وعرة .. فيها قليل من الخضرة .. بالليل الجو بارد جدا وبالنهار حسب التساهيل .. مفيهاش مية كتير .. حواليهم حياة برية مفتوحة بحيواناتها المفترسة اللى كانت خطر على اطفالهم تحديدا .. فرق بين السماء والارض.
ودا اللى حصل فعلا .. بدأ البعض يتمرد .. واعدادهم بقت تقل بالتدريج .. لحد ما حصل اللى مكنش على البال ولا الخاطر .. اعلنت الممالك التانية كفرها الصريح ورفضت فتح ابوابها للقادمين من عشيرة لامك .. مش انتو بقى بتوع ربنا وسبتونا علشان احنا كفار و فساق ؟؟ طب شوفوا حالكم بعيد عننا بقى .. ملكمش عيش بيننا تاني وخلى ربكم ينفعكم ..
ودا صعب المهمة اكتر على لامك ابو نوح .. ان المجموعة اللى كانت عايشة معاه بمحض ارادتها بتبحث عن مكان تعبد ربنا فيه تغيرت .. كتير من اعضاءها بقوا عايشين معاهم بالعافية لإنهم مش لاقيين مكان تانى يحويهم و بيحسسوا لامك طول الوقت انه هو السبب فى كل اللى حصلهم لانه هو اللى ادعى ان ربنا اوحاله بالهجرة ..
طب فين قوم قابيل من الحوارات دى كلها ؟ قوم قابيل كانوا فى شرق ايران والمناطق اللى بعدها .. كانوا غرقانين فى وحشيتهم و سلوكياتهم المقيتة .. ناس مقرفة حياتهم كلها زنا وسرقة و بلطجة وقتل وكفر بالله جل وعلا .. كانوا هم كمان عرفوا شكل الدولة .. بس دولتهم كانت مختلفة شوية .. مكنش فيه نبى يحكمها او يعين حاكم عليها ويكون رقيب على ادائه ليضمن عدم مخالفته لشرع الله .. دى كانت دولة عقيمة .. دولة بدون مؤسسات .. دولة عبارة عن جيش كبير من الرعاع يقوده اكثرهم كفرا بالله .. وكانوا طول الوقت بيغيروا على المدن والقرى المتطرفة الغير محصنة .. لكن مكنش عندهم القدرة انهم يدخلوا بابل مثلا ..
فى الاسرائيليات ( الغريبة ) المأخوذة من نسخ غير قانونية من الكتاب المقدس .. هتلاقى حدوتة غريبة اوى عن مجموعة من الملائكة كانوا مهندسين .. عندهم علم بالهندسة .. عصوا الله فقذف بهم الى الارض كالشهب .. فوقعوا على جبل فتفتت احجار الجبل والتصقت على اجسادهم .. فبقوا اشبه برجال عماليق مشوهين اجسادهم من الصخر .. واختبأت اجسادهم المشعة داخل الاغطية الصخرية دى .. وكان اسمهم الملائكة الحراس .. وقيل انهم هم اللى علموا ابناء قابيل الهندسة .. لكننا كمسلمين نرفض تماما الفكرة دى .. دا هرى واضح جدا لإن من عقيدتنا ان الملائكة مخلوقات جبلت على الفطرة .. مستحيل تعصى ربنا ابدا .. واعتقد احنا ذكرناها قبل كدا .. ذكرتها لاننا هنحتاجها خلال حكايتنا ..
المهم يا سيدي بشكل او بآخر اولاد قابيل اتعلموا الهندسة .. وبدأوا يستهلكوا الموارد البيئية بشكل بشع .. كل شوية يروحوا مكان يقطعوا كل اشجاره و يجففوا كل زهوره ويعملوا بيها شوية لعب وبعد ما المكان ينتهي ينتقلوا لمكان تاني .. كانوا قوم استهلاكيين بشكل غبي .. ولو تفتكروا من تاني حلقة تقريبا ذكرنا ان الارض لعنتهم .. فمكانش ينفع يزرعوا لإن الارض مش هتديهم خيرها .. فكانوا عاملين زي الجراد .. كل مايروحوا حتة يقضوا على الاخضر واليابس .. بيسيبوها صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء .. لحد ما اتقفلت السكة فى وشهم .. حاولوا يدخلوا بابل لكن الاسوار والتحصينات منعتهم .. فتوجهوا للشمال .. عند لامك وقمه ..
هناك بقى كان سيدنا لامك متعود كل يوم ياخد ابنه نوح ويطلع بيه على قمة احد الجبال المرتفعة جدا .. يشوفوا المنظر حوليهم ويتأملوا فى عظمة الخالق ويقعدوا يسبحوا ويحمدوا ويكبروا ويهللوا .. و بعدين يديله درس خصوصي فى الشريعة و العقيدة ….
وفى يوم وهم طالعين فى طريقهم شافوا أثار نعجة مذبوحة .. شوية عظم وجنبهم الراس مقطوعة بسكين .. فعرفوا ان قوم قابيل كانوا جنبهم لانهم هم بس اللى بياكلوا اللحوم .. او على افضل تقدير بعض الكفار والفساق من اهل مصر وبابل .. عرفوا انهم فى خطر وتنبأ لامك ان نهايته قربت .. فطلع لامك مع نوح اعلى الجبل .. و اداله خاتم النبوة و اورثه النبوة وهو طفل .. دا برضو مخالف لعقيدتنا لإننا عارفين ان الانبياء بيبعثوا بعد الـ 40 .. لكن القصة نفسها معندناش مشاكل تانية معاها .. ممكن تكون حصل بس لما كان كبير فى السن .. ويمكن كان بيتقال عليه طفل لان 40 سنة دا فى وقتهم كانت زى 4 سنين فى وقتنا الحالي ..
فجأة شعروا بصوت اقدام جيش بيتوجه ناحيتهم .. أمر لامك نوح انه يجرى بعيد ويستخبى خلف صخرة ضخمة .. وكان خلاص ورث النبوة .. وبعدين حصل لقاء بين لامك وبين ( يزعين ) ملك ابناء قابيل .. انت مين انا يزعين ابن فلان ابن فلان …. ابن قابيل .. وانت مين ؟؟ انا نبى الله لامك بن متشولح بن بن بن .. ابن شيث .. ماشى يا لامك احنا جايين ناخد حريمك و ناكل اكلك وتبقوا عبيد عندنا و اخد منك خاتم النبوة واتمتع بمعجزاته.. فين بقى حريمك وفين الخاتم ؟؟
رفض سيدنا لامك انه يقوله اى معلومات فهوووووووووب طلع السنجة من جيبه وطير رقبته .. الكلام دا ادام سيدنا نوح .. فهرب سيدنا نوح وراح لقومه .. رفع ايديه ادامهم وقالهم انا نبى الله وخلف هذا الجبل عصاته .. يلا بينا نجرى قبل ما يشوفونا ويعملوا فينا كذا وكذا وكذا .. وفعلا هربوا بمؤمنيهم وفساقهم ..ودارت السنين ..
اتجوز نوح وانجب 4 اطفال .. سام وحام و يام و يافث .. بالترتيب حسب ولادتهم الاول فالثاني فالثالث فالاخير .. و كان يشعر ان نبوءة جد ابوه ( سيدنا ادريس ) قربت تتحقق .. ان هيحصل طوفان عظيم يقضى على البشر تماما بسبب معاصيهم .. وكانت النبوءة معروفة لكل الناس مش له هو بس .. لكنه كنبى كانت له بصيرة نافذة ..
عاش نوح بين قومه .. سكنوا منطقة صحراوية باردة لكنها امنة من قوم قابيل لإنهم كانوا بيدوروا علي الدفء بجانب الطعام والنساء .. وكبر اولاده سام وحام و اتجوزوا .. بينما يام ويافت كانوا لسة صغيرين ..