.
فى المقال اللى فات قلت تعامل مع الاجراء دا كقرار سياسي مش كانتصار ديني .. فيه ناس فهمت اني بقولهم متفرحوش!! او انى ضد تحويل المتحف لمسجد!! .. مش عارف تفكيرهم وصلهم لكدا ازاى !!
.
ابتداءا خلينا نقول ان الموضوع محصلش بين عشية وضحاها ..
يوم 29 مايو اللى فات اقيمت احتفالات ضخمة لاحياء الذكري الـ 567 لفتح القسطنطينية ( اسطنبول ) .. خلالها ولاول مرة يظهر على التليفزيون شيخ بيتلو ( سورة النصر ) من داخل متحف ايا صوفيا .. وظهر اردوغان ادامه تليفزيون بيشوف الشيخ منه ..
.
بعدها صرح اردوغان بإن تحويل المسجد لمتحف كان اجراء خاطىء وان فيه قضية فى المحاكم التركية لاعادة افتتاحه كمسجد من جديد ..
.
شملت تصريحاته اعلان ضمني بزهده فى الانضمام للاتحاد الاوروبي .. ودي الورقة اللى لاعب بيها جنرالات الجيش التركي من اول ما انشق عن حزب الفضيلة اللى اسسه استاذه الرائع ( نجم الدين اربيكان ) بعد فشله فى ترأس الحزب وفوز التيار الاصلاحي علي تياره الثورى واسس حزب العدالة والتنمية ولحد ما بقى رئيس ..
.
كمان تناول بالنقد المنظمات الدولية على عمومها ..
دى كانت الرسالة اللى حب يوصلها اردوغان للداخل والخارج .. رسالة الداخل انه احكم قبضته على جنرالات الاتراك .. ورسالة الخارج اتمها – ربما – بتحويل ايا صوفيا لمسجد بإنه تمرد على النظام العالمي بمؤسساته اللى منها اليونسكو واللى قطعا بتعتبر الاجراء دا تعدي عليها خاصة ان ايا صوفيا للي ميعرفهاش مليانة ايقونات مسيحية من الفسيفساء الاثرية واللى قطعا هيتم طمسها او هدمها لانك مينفعش تصلى فى مسجد وادامك صليب على الحيطة !!
.
جنب الكلام دا هتلاقى ان من الناحية الدينية فالعداء هنا مش لاوروبا .. العداء لروسيا معقل الارثذوكسية فى العالم كذلك اليونان اللى بينها وبين تركيا ما صنع الحداد ..
.
عايزك تضيف للكلام دا ان اردوغان عبقرى فى التلبيس .. مش صدامي غوغائي .. بدليل انه جاب الحوار دا عن طريق السلطة القضائية .. ثم نفذه على الفور بصفته رأس السلطة التنفيذية .. دا معناه ان محدش يقدر يقوله انت غلطان والا الرد هيكون فورمة محفوظة ( القضاء هو اللى يقرر واحنا خدامين السلطة القضائية ولو منفذتش ابقى بتعدي عليها واحنا دولة مؤسسات وبلا بلا بلا .. إلخ ) ..
.
دي طريقة اردوغان فى اللعب من اول ما انشق عن حزب الفضيلة اللى اسسه استاذه الرائع ( نجم الدين اربيكان ) بعد فشله فى انتخابات الحزب .. بعدها اسس حزب العدالة والتنمية .. وظهرت جلية اول مرة لما منع من الترشح لانتخابات البرلمان بسبب سجنه فقام حزبه بتعديل الدستور ( وكان ذو اغلبية برلمانية وقتها ) وبعدها رفعوا قضية للتشكيك فى انتخابات اسطنبول واعيدت الانتخابات فنجح و استقال رئيس الحكومة ليتولى بدلا عنه اردوغان ..
.
.
علشان كدا قلتلك تعامل مع الحدث كقرار سياسي واركن حكم العاطفة على جنب ..
تحكيم العاطفة فى الاسلام = الهوى .. انت لو محب لاردوغان هتشوف الخبر بطريقة مغايرة فى حالة لو كنت بتكرهه .. العاطفة بتعمي عن الحقيقة اما الفيصل فهو العقل المتجرد ..
تفرح بقى ولا متفرحش دي بتاعتك ..
.
بس يا سيدي .. وقامت معيطة
